الاثنين، 16 نوفمبر 2015

الإيجاز والإطناب

الإيجاز والإطناب

قسم البلاغيون مستويات الكلام إلى إيجاز ومساواة وإطناب.
تعريف الخطيب القزويني: المقبول من طرق التعبير:
تأدية أصل المراد بلفظ مساوٍ له أو ناقص عنه واف، أو زائد عليه لفائدة.
وافٍ" وهو إحتراز عن الإخلال.
والإخلال: هو أن يكون اللفظ قاصراً عن أداء المعنى.

مثل قول الشاعر:
" والعيش خير في ظلا *** ل النوك ممن عاش كدا"

أراد الشاعر العيش الناعم في ظلال الحمق والجهل خير من العيش الشاق في ظلال العقل فأخل كما نرى بمعناه. 

تعريف الإيجاز: ادراج المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل مع الإفصاح والإبانة.  

أقسام الإيجاز:
؛ا إيجاز الحذف.
؛ب إيجاز القِصر. 
؛ا إيجاز الحذف: هو أن يحذف جزء من الكلام الذي  نعبر به عن المعنى المراد.
؛ب إيجاز القِصر: هو أن يكون بتضمين العبارات القصيرة معانٍ كثيرة من غير حذف.



الشواهد:
1 قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)

الشرح:
فإنه لا حذف فيه مع أن معناه كثير  يزيد على لفظه لأن المراد به أن الإنسان إذا علم أنه إذا قَتل قُتل كان ذلك داعيا له قويا إلى ألا يقدم على القتل، فارتفع بالقتل الذي هو قصاص كثير من قتل الناس بعضهم لبعض، فكان ارتفاع القتل حياة له.

2 قال تعالى: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) )

الشرح:
فموطن الإجاز القِصر في موطن الحق (أولي الأيدي والأبصار) فقد جمعت هذه الكلمة على قِصرها جميع الأخلاق والفضائل العلمية والعملية التي تمتع بها أنبياء الله عليهم السلام. 


3 قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199))

الشرح:
فقد جمع في هذه الآية الكريمة جميع مكارم الأخلاق لأن في العفو الصفح، والإغاضة، ومسامحة من أساء ، والرفق في كل الأمور.
وفي الأمر بالعرف صلة الأرحام، ومنع اللسان عن الكذب، والغيبة، وغض الطرف عن كل محرم، والقيام بمتطلبات الدعوة إلى الله عز وجل.
وفي الإعراض عن الجهال الصبر، والحلم، وكظم االغيض.
فهذه ألفاظ قليلة وقد فاضت معانيها إلى الغاية، وزادت عن الحد إلى غير نهاية.


4 قال تعالى: ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ )

الشرح:
فقد دلت هذه الجملة من الآية الكريمة على استقصاء جميع الأشياء والشؤون حتى روي أن ابن عمر رضي الله عنهما قرأها فقال: من بقي له شيء فليطلبه.

5 قال تعالى:  ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) )

الشرح:
إيجاز القِصر في الآية (ما تشتهيه الأنف وتلذ الأعين) فبالرغم من قصرها فقد جمعت كل ما تشتهيه الأنفس من نعم ولذة وكل ما تلذه الأعين من المناظر والجمال الذي أعده الله سبحانه لعباده المؤمنين  في الجنة.

6 قال تعالى:   (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ۖ)

الشرح:
أي حينما يأسوا أن يأخذوا أخاهم معهم اعتزلوا الناس ليتناجوا في أمرهم وفي هذه الآية من الإيجاز ما لا يزال يدهش البلغاء وسيبقى كذلك.

7" وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها  *** فليس إلى حسن الثناءِ سبيلُ "

الشرح:
فقد جمع في البيت الصفات الحميدة من شجاعة وسماحة ومروءة ونجدة وإغاثة الملهوف وغير ذلك لأن هذه الصفات من ضيم النفس إذ تجد يحملها مشقة وعناء.



المساواة


المساواة:

المساواة : وهو أن تكون اللفظ بقدر المعنى.
قال تعالى:  (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ)

الإطناب:
الإطناب لغة: مصدر أطنب يقال أطنب في كلامه إذا بالغ فيه.
اصطلاحا: عرفه البلاغيين بزيادة اللفظ على المعنى بفائدة أو عرض المعنى في عبارة زائدة بحيث تحقق الزيادة فائدة.

أنواعه:
1 - الإيضاح بعد الإبهام:
أن يجمل المعنى ويبهم ثم يفصل ويبين فيبدو في صورتين مختلفتين وعند إذ يقع في النفس أطيب موقع ويتمكن لديه أفضل تمكن لأن المعنى إذا ألقي على سبيل الإجمال والإبهام تطلعت النفس وتشوقت إلى معرفته عن سبيل التفصيل والإيضاح فعندما يأتي هذا التفصيل وذلك الإيضاح يكون أشد وقعا وأقوى أثرا لأنه جاء والنفس عنه تبحث وإليه تتطلع  وهم يقولون أن الشيء إذا نيل بعد طلب ومشقة وبحث وتنقيب يكون أوقع في النفس وأشد تأثيرا ويحدث لها بالوقوف عليه عند إذ لذة ومتعة.

الشواهد:

قال تعالى:  (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ (66))

الشرح: 

قد أبهمت الآية ما قضي به إلى لوط عليه السلام (ذلك الأمر) ثم فصلته وبينته (أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) ففي الإبهام إثارة للمخاطب، وتحريكا لفكره فيتطلع إلى الإيضاح ما أبهم وعند إذ يأتي الإيضاح فيتقرر المعنى في ذهن المخاطب ويقع موقعه وفي هذا تفخيم وتهويل للعذاب الذي حل بهم لأنه ذكر مرتين مرة عن طريق الإجمال والإبهام، ومرة عن طريق التفصيل والإيضاح.
والشيء إذا ذكر مرتين كان آكد في الذهن وأشد تعلقا والتصاقا في النفس. 

قال تعالى:  (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) )

الشرح:
ذكرت الوسوسة مجملة (فوسوس إليه الشيطان) ثم فصلت بما بعدها (يا آدم هل أدلك) وعندما أجملت اشتاقت النفس، وتطلعت إلى معرفتها والوقف عليها فلما جاء البيان وقع في النفس موقع حسن.  

قال تعالى:  (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133))

الشرح:
ذكر ما أمدهم به مجملا فتطلعت النفس إلى معرفته ثم فصل وبين فوقع في الأنفس موقعه.

من أنواع الإيضاح بعد الإبهام:

التوشيع: وهو أن يأتى في عجز الكلام غالبا بمثنى مفسر باسمين أحدهما معطوف على الآخر. 

الشواهد: 
قال عليه السلام: (يهرم ابن آدم وتشب معه خصلتان؛ الحرص، والأمل)

الشرح: فأتى التوشيع في الحديث في هيئة مجملة وهي "خصلتان" مثنى ففسره ما بعده الحرص، والأمل فأصبح واضحا  بعد الإبهام.  

" سقتني بليلٍ شبيهٌ بشعرها    ***   شبيهة خديها بغير رقيبِ "
"فما زلتُ في ليلين شعرٌ وظلمةٌ   *** وشمسين من خمرٍ ووجه حبيبِ "

الشرح: توشيع في ليلين شعر، وظلمة وكذلك في شمسين في خمر، ووجه حبيب.

ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها   ***  شمس الضحى وأبو إسحاق والقمرُ

الشرح:
تدل على التوشيع  "الجمع" فالتوشيع في "ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها " ففسره قوله: "شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر".

3-  عطف الخاص على العام:

الشواهد:
قال تعالى:  (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238))

الشرح :
فالصلاة الوسطى داخلة في عموم الصلوات وقد خصت بالذكر بعد العام تنبيها إلى مزيتها وزيادة فضلها.
فالصلاة الوسطى داخلة في عموم الصلوات. 

قال تعالى: ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4))

الشرح:
فالروح هو جبريل عليه السلام وقد ذكر مرتين مرة مندرجا تحت العام وهو الملائكة، ومرة وحده وكأنه جنس  غير جنس الملائكة المعطوف عليه وهذا تكريم له وتعظيم لشأنه.
ففي الآية إطناب طريقه ذكر الخاص بعد العام والغرض منه التنويه بشأن الخاص حيث يذكر مرتين. 

قال تعالى: (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98))

الشرح:
فذكر جبريل ومكائيل مرتين مرة في عموم الملائكة ومرة ذكرا مخصوصين باسميهما كأنهما من غير جنس الملائكة وهذا تكريم لهما وتعظيم لشأنهما وهو  إطناب طريقه ذكر الخاص بعد العام.  

قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) )

الشرح:
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخلان في عموم الدعوة إلى الخير ولكنهما خصا بالذكر بعد العام إشارة إلى مكانتهما من الشرف والفضل.

3- التكرار:

الشواهد:
قال تعالى : ( فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13))
الشرح:
ففي الآية التذكير بنعم الله التي لا تحصى ولا تعد فقد ذكر جلى وعلى نعمة بعد نعمة في هذه السورة الكريمة وعقب كل نعمة بهذا الاستفهام الذي يفيد التنبيه إلى نعمه الكثيرة والتذكير بها.

قال تعالى: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) )

الشرح: 
فأتى التكرار في الآية إبراز المعنى وتقريره في النفس فقد أكد الإنذار بتكراره ليكون أبلغ تحذيرا، وأشد تخويفا وفي العطف بالحرف "ثم" ما ينبئ بإن الإنذار الثاني أقوى وأشد من الإنذار الأول حيث نزل بعد المرتبة منزلة البعد الزمني فعطف بثم وفي هذا دلالة في الإرتقاء. 

" فيا قبر معنٍ أنت أول حفرةٍ     ***   من الأرض خطت للسماحة موضعا "
" ويا قبر معنٍ كيف واريت جوده   ***  وقد كان منه البر والبحر مترعا "

الشرح:
فكان التكرار في البيتين ويا قبر معنٍ غرضه الرثاء فهذا من مواطن تجعل الشخص يردد اسم من يرثيه أو يحبه لينفس عما يخالج نفسه ويخفف من لوعته. 

" سقى الله نجدا والسلام على نجدِ    ***  ويا حبذا نجد على البعد والقربِ "

الشرح:
فقد كرر الشاعر نجد للتلذذ بذكرها فكلما له علقة في النفس له علقة في اللسان. 

قال تعالى: ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188) )
الشرح:
فقد تكرر قوله (لا تحسبن) لطول الفاصلة.

4-  الاحتراس:
الشواهد:

صببنا عليها ظالمين سياطنا     ***  فطارت بها أيدٍ سراعا وأرجلُ

الشرح:
فقوله "ظالمين" احتراس حيث دفع به ما قد يتوهم من أنها كانت بطيئة في المشي ثقيلة في السير لا تجري  وتسرع إلا بالضرب واستعمال السياط وهذا خلاف المقصود لأن المقام مقام مدح. 

فسقى بلادك غير مفسدها   ***  صوب الغمام وديمة تهمي

الشرح:
قوله "غير مفسدها" تكميل احتراسي لأن سقيا الديار بمطر كثير قد يفسدها فدفع بهذا الإيهام بالاحتراس الذي جاء به.

فوفني غير مؤمورٍ وعودك لي   ***  فليس رؤياك أضغاماً من الحلمِ

الشرح:
والاحتراس في قوله "غير مؤمور" لأن الذي قبله فعل أمر فربما فهم المخاطب أنه يأمره على جهة الاستعلاء وهذا المعنى لا يريده الشاعر فأحترس ليزيل هذا التوهم.

واصفح عن سباب الناس حلما    ***  وشر الناس من يهوى السباب

الشرح: 
الاحتراس في قوله "حلما" حتى لا يظن أن صفحه عن السباب ضعفا. 

قال تعالى: (تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ۖ)

الشرح: 
الاحتراس في قوله (من غير سوء) حتى لا يتوهم هذا البياض علة من العلل كالبرص وغيره.

رجال إذ لم يقبل الحق منهم    ***  ويعطوه عادوا بالسيوف القواضبِ 

الشرح:
الاحتراس في كلمة "يعطوه" ولولا أن الشاعر جاء بهذه الكلمة لفهم أن قومه يحملون السيوف وينزلون ساحة الحرب، وإذا لم يقبل الحق منهم، وإذا لم ينزل الناس عند أحكامهم ولكن الشاعر لا يريد هذا المعنى وإنما يريد أن قومه لا يلجؤون إلى الحرب إلا إذا منعوا حقوقهم.

  

تابع طرق الإطناب

تابع  طرق الإطناب:


الإيغال:
لغة: هو البعد يقال أوغل في المكان إذا ذهب فيه بعيدا.اصطلاحاً: ختم البيت بكلمات يتم المعنى بدونها ولكن الشاعر يأتي بها لنكتة وغرض.
فالإغال لفظ زائد على ما قصده الشاعر يتمم به قافيته ويأدي به معنى فإذا كان اللفظ لإتمام القافية ولا يفيد معنى فليس من الإغال.
الشواهد:

"وإن صخرا لتأتمُ الهداة بهِ *** كأنه علمٌ في رأسهِ نارُ "


الشرح: فقولها في رأسه نار إطنام لأن شبهت أخاها صخرا بالعلم وهو الجبل المرتفع المعروف ووجه الشبه هو الاهتداء بكل، وقد تم التشبيه عند قولها كأنه علم فختمت البيت بما يفيد قوة المبالغة في التشبيه إذ النار في رأس الجبل تزيد وضوحا وانكشافا وهذا أدعى لتمام الهداية وكمالها .


.....................................

" كأن عيون الوحش حول خباءنا *** وأرحلنا الجزع الذي لم يثقبِ " 

الشرح: حيث تم له التشبيه عند قوله الجزع واختتم البيت بما يفيد تحقيق التشبيه لأن الجزع إذا كان غير مثقوب كان أشبه بعيون الوحش، فقوله الذي لم يثقب إيغال أفاد تحقيق التشبيه وجعله دقيقا وتام.


 ......................................

" إذا ما علت منا ذؤابة شاربِ *** تمشت بهِ مشي المقيد في الوحلِ "


الشرح:فإن معنى الشاعر تم عند قوله "المقيد" وبه تم تشبيهه ولكن الشاعر لم يكتف بذلك وهو مضطر لإكمال بيته وهذا أبلغ في عدم الثبات والإتزان فتمه بقوله "في الوحل" فلم يكتف بأن جعله مقيدا بل وجعله في الوحل. 

 ......................................


" كناطح صخرة يوما ليفلقها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ "


 الشرح:حيث تم له المعنى بقوله "وأوهى قرنه" ثم اختتم البيت بإيغال حسن وهو قوله "الوعل" لأن الوعل انحط من قمة الجبل على قرنه فلا يضيره. 

......................................


" قف العيس في أطلال مية فاسأل *** رسوما كأخلاق الرداء المسلسلِ "

" أظن الذي يجدي عليك سؤالها **** دموعا كتبذير الجمان االمفصلِ "

الشرح:فقد تم التشبيه في البيت الأول عند قوله "رسوم كأخلاق الرداء" وفي الثاني عند قوله "دموعا كتبذير الجمان" واختتم البيتين بما يفيد زيادة المبالغة في التشبيه في قوله "المسلسل، والمفصل".


......................................

التذييل:لغة: جعل شيء ذيلا لشيء آخر.
اصطلاحاً: تعقيب الجملة بجملة أخرى متفقة معها في المعنى تأكيدا للجملة الأولى.

الشواهد :

قال تعالى : ( ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) )
الشرح: قوله (وهل نجازي إلا الكفور) تذييل غير جارٍ مجرى المثل لأن معناه لا يفهم إلا بما قبله .


.......................................
قال تعالى: ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81))
الشرح:وقوله (إن الباطل كان زهوقا) تذييلا أتي به لتأكيد الجملة قبله وهو جارٍ مجرى المثل بمعنى أن الجملة الثانية مستقلة بمعناها عن الجملة الأولى وجارية على الألسن كما تجري الأمثال التي كثر استعمالها، وفشا فهي لا تحتاج في إفادة معناها إلى الجملة السابقة .

.......................................


" ولست بمستبقٍ أخا لا تلمه *** على شعثٍ أي الرجال المهذبِ "

الشرح: فقوله أي الرجال المهذبِ تذييل جرى مجرى المثل حيث يجري على الألسن مستقل عن ما قبله.

......................................

"
لم يبق جودك لي شيءً أُأملهُ *** تركتني أصحب الدنيا بلا أملِ "

الشرح: فإنه لما انقضى ما أراده من المدح بقوله في الشطر الأول ثم احتاج إلى تتميم البيت وأراد إتمامه بتكرار المعنى المتقدم فيه استحساناً له، وتوكيدا وكرره. التكرار لا لمعنى زائد وعلم أن لا مزيد على معناه في بابه وأخرجه مخرج المثل حيث قال تركتني أصحبالدنيا بلا أمل ليحصل ما أراده من التوكيد وزيادة المعنى لأن المدح إذا خرج مخرج المثل كان أسَير في الأرض  .

......................................

"
تزور الفتى يعطي على الحمد مالهُ *** ومن يعطي أثمان المكارمِ يحمدِ"
الشرح: الشطر الثاني تذييل للشطر الأول خرج مخرج المثل .

.......................................

تمسي الأماني صرعا دون مبلغهِ *** فما يقول لشيءٍ ليت ذلك لي

الشرح: فجاء الشطر الثاني تذييلا للشطر الأول غير جارٍ مجرى المثل فيقول أنه مسلط على الأنام مالك للرقاب والمال فما يتمنى شيئ والأماني لا ترتقي إليه لأنه لا يحتاج إلى أن يتمنى شيئا فلا يرى نفيسها إلا ولهُ خير منه أو صار له ذلك الشيء

.......................................

التتميم : وهو أن يأتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة لنكتة.
ما معنى الفضلة:أي لا يكون عمدة "مسند أو مسند إليه" وإنما حال أو تمييز، جار ومجرور،ظرف إلخ. فالتتميم لا يكون جملة مستقلة أولا ولا يكون ركنا رئيساً في الجملة ثانيا.

الشواهد:
قال تعالى : ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّه)

الشرح : فإن قوله عز من قائل على حبه فضلة وتركها لا يجعل الكلام موهما خلاف المقصود وقد أتى بها لنكتة بلاغية وهي إفادة المبالغة في مدح هؤلاء الذين يؤثرون على أنفسهم .


قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8))

الشرح:فإن قوله عز من قائل على حبه فضلة وتركها لا يجعل الكلام موهما خلاف المقصود وقد أتى بها في نظام الكريم لنكتة بلاغية وهي إفادة المبالغة في مدح هؤلاء الذين يؤثرون على أنفسهم ويطعمون.

.......................................

" من يلق يوما على علاته هرما *** تلقى السماحة منه والندى خلقا "

 الشرح:فقوله على علاته تتميم حسن أفاد المبالغة في المدح

......................................

" إني على ما ترين من كبري *** أعلم من أين تؤكل الكتفُ "

الشرح: يريد أنه داهية لأن الكتف تؤكل من أسفلها ويشق أكلها من أعلاها ولذا يكنى عن الداهية بقولهم يعرف من أين تؤكل الكتف ويضرب هذا القول مثلا للإنسان الذي يعرف مداخل الأمور وكيف يصل إلى المكنونات داخل الإنسان فقول الشاعر "على ما ترين من كبري" تتميم جميل قصد به المبالغة فيما وصف به نفسه .

.......................................

قال تعالى: ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ )

الشرح: فجاء التتميم في (بأيديهم) وهو فضلة وتركها لا يوهم خلاف المقصود وجيء بها في الآية لنكتة بلاغية وهي لزجرهم وتخويفهم .

.......................................

الإعتراض : وهو أن يأتى في جملة في كلام متصل بعضه ببعض.
الشواهد:
قال تعالى: ( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ۙ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ (57) )

الشرح: فجملة (سبحانه) جملة إعتراضية والغرض منها تنزيهه تعالى عن اتخاذ البنات و(سبحانه) جملة لأنها واقعة موقع المصدر الذي هو التنزيه والمعنى انزهه تنزيها   

. ......................................

"
إن الثمانين وقد بلغتها *** قد أحوجت سمعي إلى ترجمان "

الشرح: يخبر الشاعر بتقدم سنه وضعف سمعه حتى قد صار يحتاج إلى من يكرر له القول ليسمع وجملة "وبلغتها" جملة معترضة أريد الدعاء للمخاطب بطول العمر وإثارة عطفه على الشاعر

. ......................................

"
وتحتقر الدنيا احتقار مجرب *** يرى كل ما فيها وحاشاك فانيا "

الشرح: يقول لممدوحه إنك تحتقر الدنيا احتقار من جربها يعلم أنها فانية فلذلك تهبها ولا تدخرها وقوله "حاشاك" جملة إعتراضية أراد بها الاستثناء مما يفنى ذكره فكان من حسن الأدب في مخاطبة الملوك .

. ......................................

"
إن تم ذا الهجر يا ظلوم ولا *** تم فمالي في العيش من أربِ "
الشرح: في هذا البيت إعتراض بين الشرط وجوابه بنداء من يحب المبادرة إلى الدعاء بأن لا يتم مضمون الشرط والداعي له المبادرة إلى استعطاف ظلوم التي يحبها وسؤال اللله بأن لا يتم هجرها له والدافع له في نفسه رغبته في وصلها وخوفه من هجرها

. ......................................

قال تعالى: (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ (77) فِى كِتَـب مَّكْنُون (78))
الشرح:فقد اعترض بين القسم وجوابه بقوله (وإنه لقسمٌ لو تعلمون عظيم) وداخل هذا الإعتراض إعتراض آخر بين الصفة والموصوف وهو لو تعلمون وقد أريد بالإعتراضَين تعظيم القسم وتفخيم أمره وفي ذلك تعظيم للمقسوم عليه وهو القرآن الكريم، وتنويه برفع شأنه

.......................................

"
تقول أراه بعد عروة لاهيا *** وذلك رزؤ لو علمت جليلُ "
" ولا تحسبي أني تناسيت عهدهُ *** ولكن صبرًا يا أميم جميلُ "


الشرح: الإعتراض في قوله "لو علمتِ" أتى به الشاعر في موطن رثاء أخاه عروة لقرر مدى حزنه، وأنه لم يزل وسيبقى يذكر أخاه.