المساواة:
المساواة : وهو أن تكون
اللفظ بقدر المعنى.
قال تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ)
الإطناب:
الإطناب لغة:
مصدر أطنب يقال أطنب في كلامه إذا بالغ فيه.
اصطلاحا:
عرفه البلاغيين بزيادة اللفظ على المعنى بفائدة أو عرض المعنى في عبارة زائدة بحيث
تحقق الزيادة فائدة.
أنواعه:
1 - الإيضاح
بعد الإبهام:
أن يجمل
المعنى ويبهم ثم يفصل ويبين فيبدو في صورتين مختلفتين وعند إذ يقع في النفس أطيب
موقع ويتمكن لديه أفضل تمكن لأن المعنى إذا ألقي على سبيل الإجمال والإبهام تطلعت
النفس وتشوقت إلى معرفته عن سبيل التفصيل والإيضاح فعندما يأتي هذا التفصيل وذلك
الإيضاح يكون أشد وقعا وأقوى أثرا لأنه جاء والنفس عنه تبحث وإليه تتطلع وهم يقولون أن الشيء إذا نيل بعد طلب ومشقة
وبحث وتنقيب يكون أوقع في النفس وأشد تأثيرا ويحدث لها بالوقوف عليه عند إذ لذة
ومتعة.
الشواهد:
قال تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَٰلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ
دَابِرَ هَٰؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ (66))
الشرح:
قد أبهمت
الآية ما قضي به إلى لوط عليه السلام (ذلك الأمر) ثم فصلته وبينته (أن دابر هؤلاء
مقطوع مصبحين) ففي الإبهام إثارة للمخاطب، وتحريكا لفكره فيتطلع إلى الإيضاح ما
أبهم وعند إذ يأتي الإيضاح فيتقرر المعنى في ذهن المخاطب ويقع موقعه وفي هذا تفخيم
وتهويل للعذاب الذي حل بهم لأنه ذكر مرتين مرة عن طريق الإجمال والإبهام، ومرة عن
طريق التفصيل والإيضاح.
والشيء إذا
ذكر مرتين كان آكد في الذهن وأشد تعلقا والتصاقا في النفس.
قال تعالى: (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا
آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) )
الشرح:
ذكرت الوسوسة
مجملة (فوسوس إليه الشيطان) ثم فصلت بما بعدها (يا آدم هل أدلك) وعندما أجملت
اشتاقت النفس، وتطلعت إلى معرفتها والوقف عليها فلما جاء البيان وقع في النفس موقع
حسن.
قال تعالى: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا
تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133))
الشرح:
ذكر ما أمدهم
به مجملا فتطلعت النفس إلى معرفته ثم فصل وبين فوقع في الأنفس موقعه.
من أنواع
الإيضاح بعد الإبهام:
التوشيع: وهو أن يأتى
في عجز الكلام غالبا بمثنى مفسر باسمين أحدهما معطوف على الآخر.
الشواهد:
قال عليه
السلام: (يهرم ابن آدم وتشب معه خصلتان؛ الحرص، والأمل)
الشرح: فأتى التوشيع
في الحديث في هيئة مجملة وهي "خصلتان" مثنى ففسره ما بعده الحرص، والأمل
فأصبح واضحا بعد الإبهام.
" سقتني
بليلٍ شبيهٌ بشعرها *** شبيهة خديها بغير رقيبِ "
"فما
زلتُ في ليلين شعرٌ وظلمةٌ *** وشمسين من خمرٍ ووجه حبيبِ "
الشرح: توشيع في
ليلين شعر، وظلمة وكذلك في شمسين في خمر، ووجه حبيب.
ثلاثة تشرق
الدنيا ببهجتها *** شمس الضحى وأبو إسحاق والقمرُ
الشرح:
تدل على
التوشيع "الجمع" فالتوشيع في
"ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها " ففسره قوله: "شمس الضحى وأبو إسحاق
والقمر".
3- عطف الخاص
على العام:
الشواهد:
قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238))
الشرح :
فالصلاة
الوسطى داخلة في عموم الصلوات وقد خصت بالذكر بعد العام تنبيها إلى مزيتها وزيادة
فضلها.
فالصلاة
الوسطى داخلة في عموم الصلوات.
قال تعالى: ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ
وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4))
الشرح:
فالروح هو جبريل
عليه السلام وقد ذكر مرتين مرة مندرجا تحت العام وهو الملائكة، ومرة وحده وكأنه
جنس غير جنس الملائكة المعطوف عليه وهذا
تكريم له وتعظيم لشأنه.
ففي الآية
إطناب طريقه ذكر الخاص بعد العام والغرض منه التنويه بشأن الخاص حيث يذكر
مرتين.
قال تعالى: (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ
وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ
لِّلْكَافِرِينَ (98))
الشرح:
فذكر جبريل
ومكائيل مرتين مرة في عموم الملائكة ومرة ذكرا مخصوصين باسميهما كأنهما من غير جنس
الملائكة وهذا تكريم لهما وتعظيم لشأنهما وهو
إطناب طريقه ذكر الخاص بعد العام.
قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) )
الشرح:
فالأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر داخلان في عموم الدعوة إلى الخير ولكنهما خصا بالذكر
بعد العام إشارة إلى مكانتهما من الشرف والفضل.
3- التكرار:
الشواهد:
قال تعالى : (
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13))
الشرح:
ففي الآية
التذكير بنعم الله التي لا تحصى ولا تعد فقد ذكر جلى وعلى نعمة بعد نعمة في هذه
السورة الكريمة وعقب كل نعمة بهذا الاستفهام الذي يفيد التنبيه إلى نعمه الكثيرة
والتذكير بها.
قال تعالى: (
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ
تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) )
الشرح:
فأتى التكرار
في الآية إبراز المعنى وتقريره في النفس فقد أكد الإنذار بتكراره ليكون أبلغ
تحذيرا، وأشد تخويفا وفي العطف بالحرف "ثم" ما ينبئ بإن الإنذار الثاني
أقوى وأشد من الإنذار الأول حيث نزل بعد المرتبة منزلة البعد الزمني فعطف بثم وفي
هذا دلالة في الإرتقاء.
" فيا
قبر معنٍ أنت أول حفرةٍ *** من الأرض خطت للسماحة موضعا "
" ويا
قبر معنٍ كيف واريت جوده *** وقد كان منه البر والبحر مترعا "
الشرح:
فكان التكرار
في البيتين ويا قبر معنٍ غرضه الرثاء فهذا من مواطن تجعل الشخص يردد اسم من يرثيه
أو يحبه لينفس عما يخالج نفسه ويخفف من لوعته.
" سقى
الله نجدا والسلام على نجدِ *** ويا حبذا نجد على البعد والقربِ "
الشرح:
فقد كرر
الشاعر نجد للتلذذ بذكرها فكلما له علقة في النفس له علقة في اللسان.
قال تعالى: ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا
فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(188) )
الشرح:
فقد تكرر
قوله (لا تحسبن) لطول الفاصلة.
4- الاحتراس:
الشواهد:
صببنا عليها
ظالمين سياطنا *** فطارت بها أيدٍ سراعا وأرجلُ
الشرح:
فقوله
"ظالمين" احتراس حيث دفع به ما قد يتوهم من أنها كانت بطيئة في المشي
ثقيلة في السير لا تجري وتسرع إلا بالضرب
واستعمال السياط وهذا خلاف المقصود لأن المقام مقام مدح.
فسقى بلادك
غير مفسدها *** صوب الغمام وديمة تهمي
الشرح:
قوله
"غير مفسدها" تكميل احتراسي لأن سقيا الديار بمطر كثير قد يفسدها فدفع
بهذا الإيهام بالاحتراس الذي جاء به.
فوفني غير
مؤمورٍ وعودك لي *** فليس رؤياك أضغاماً من الحلمِ
الشرح:
والاحتراس في
قوله "غير مؤمور" لأن الذي قبله فعل أمر فربما فهم المخاطب أنه يأمره
على جهة الاستعلاء وهذا المعنى لا يريده الشاعر فأحترس ليزيل هذا التوهم.
واصفح عن
سباب الناس حلما ***
وشر الناس من يهوى السباب
الشرح:
الاحتراس في
قوله "حلما" حتى لا يظن أن صفحه عن السباب ضعفا.
قال تعالى: (تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ
سُوءٍ ۖ)
الشرح:
الاحتراس في
قوله (من غير سوء) حتى لا يتوهم هذا البياض علة من العلل كالبرص وغيره.
رجال إذ لم
يقبل الحق منهم *** ويعطوه عادوا بالسيوف القواضبِ
الشرح:
الاحتراس في
كلمة "يعطوه" ولولا أن الشاعر جاء بهذه الكلمة لفهم أن قومه يحملون
السيوف وينزلون ساحة الحرب، وإذا لم يقبل الحق منهم، وإذا لم ينزل الناس عند
أحكامهم ولكن الشاعر لا يريد هذا المعنى وإنما يريد أن قومه لا يلجؤون إلى الحرب
إلا إذا منعوا حقوقهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق