الاثنين، 16 نوفمبر 2015

الإيجاز والإطناب

الإيجاز والإطناب

قسم البلاغيون مستويات الكلام إلى إيجاز ومساواة وإطناب.
تعريف الخطيب القزويني: المقبول من طرق التعبير:
تأدية أصل المراد بلفظ مساوٍ له أو ناقص عنه واف، أو زائد عليه لفائدة.
وافٍ" وهو إحتراز عن الإخلال.
والإخلال: هو أن يكون اللفظ قاصراً عن أداء المعنى.

مثل قول الشاعر:
" والعيش خير في ظلا *** ل النوك ممن عاش كدا"

أراد الشاعر العيش الناعم في ظلال الحمق والجهل خير من العيش الشاق في ظلال العقل فأخل كما نرى بمعناه. 

تعريف الإيجاز: ادراج المعاني المتكاثرة تحت اللفظ القليل مع الإفصاح والإبانة.  

أقسام الإيجاز:
؛ا إيجاز الحذف.
؛ب إيجاز القِصر. 
؛ا إيجاز الحذف: هو أن يحذف جزء من الكلام الذي  نعبر به عن المعنى المراد.
؛ب إيجاز القِصر: هو أن يكون بتضمين العبارات القصيرة معانٍ كثيرة من غير حذف.



الشواهد:
1 قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)

الشرح:
فإنه لا حذف فيه مع أن معناه كثير  يزيد على لفظه لأن المراد به أن الإنسان إذا علم أنه إذا قَتل قُتل كان ذلك داعيا له قويا إلى ألا يقدم على القتل، فارتفع بالقتل الذي هو قصاص كثير من قتل الناس بعضهم لبعض، فكان ارتفاع القتل حياة له.

2 قال تعالى: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) )

الشرح:
فموطن الإجاز القِصر في موطن الحق (أولي الأيدي والأبصار) فقد جمعت هذه الكلمة على قِصرها جميع الأخلاق والفضائل العلمية والعملية التي تمتع بها أنبياء الله عليهم السلام. 


3 قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199))

الشرح:
فقد جمع في هذه الآية الكريمة جميع مكارم الأخلاق لأن في العفو الصفح، والإغاضة، ومسامحة من أساء ، والرفق في كل الأمور.
وفي الأمر بالعرف صلة الأرحام، ومنع اللسان عن الكذب، والغيبة، وغض الطرف عن كل محرم، والقيام بمتطلبات الدعوة إلى الله عز وجل.
وفي الإعراض عن الجهال الصبر، والحلم، وكظم االغيض.
فهذه ألفاظ قليلة وقد فاضت معانيها إلى الغاية، وزادت عن الحد إلى غير نهاية.


4 قال تعالى: ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ )

الشرح:
فقد دلت هذه الجملة من الآية الكريمة على استقصاء جميع الأشياء والشؤون حتى روي أن ابن عمر رضي الله عنهما قرأها فقال: من بقي له شيء فليطلبه.

5 قال تعالى:  ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) )

الشرح:
إيجاز القِصر في الآية (ما تشتهيه الأنف وتلذ الأعين) فبالرغم من قصرها فقد جمعت كل ما تشتهيه الأنفس من نعم ولذة وكل ما تلذه الأعين من المناظر والجمال الذي أعده الله سبحانه لعباده المؤمنين  في الجنة.

6 قال تعالى:   (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ۖ)

الشرح:
أي حينما يأسوا أن يأخذوا أخاهم معهم اعتزلوا الناس ليتناجوا في أمرهم وفي هذه الآية من الإيجاز ما لا يزال يدهش البلغاء وسيبقى كذلك.

7" وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها  *** فليس إلى حسن الثناءِ سبيلُ "

الشرح:
فقد جمع في البيت الصفات الحميدة من شجاعة وسماحة ومروءة ونجدة وإغاثة الملهوف وغير ذلك لأن هذه الصفات من ضيم النفس إذ تجد يحملها مشقة وعناء.



هناك تعليق واحد: